أكد الدكتور منصور بن عبدالرحمن بن عسكر أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض أهمية الدورات التدريبية التي تعقد في العلاقات الزوجية وأصبحت من الأمور المهمة جداً للغاية في المجتمع السعودي رغم حداثتها مشيرا إلى ما حققته الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تقوم بمثل هذه الدورات من دور في تخفيف المشكلات الأسرية التي تقع غالبا بين الزوجين ومن هذه المؤسسات مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بالرياض التابع لجمعية البر بالرياض الذي يعتبر من أوائل الجهات التي سعت في هذا الأمر حيث أقام المشروع العديد من الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية منذ عام 1424 هـ والتي شملت العديد من المواضيع المتعلقة بالعلاقات الزوجية وتربية الأبناء وعلاج المشكلات الأسرية وغيرها.
ومن خلال هذا المنطلق أجرى الدكتور منصور بن عسكر دراسة على مستوى مدينة الرياض لمعرفة اتجاهات الأسرة السعودية ومعرفة آراء واتجاهات رواد هذه الدورات وشملت الدراسة الاستطلاعية عينة من الذين يحضرون هذه الدورات وكان عددهم 235 فردا برز اتجاههم الايجابي لهذا النوع من الدورات، في حين يرى غالبية عينة الدراسة ضرورة الزام الشباب المقبل على الزواج بحضور دورات تدريبية في العلاقات الزوجية قبل الزواج، ذلك لأنها ستساعدهم في تكوين أسرهم على أسس سليمة وتساهم في تخفيف المشكلات الأسرية في المجتمع.
(رجال)
وبين ابن عسكر أن رواد الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية يمتازون بأن الذكور كلما زاد عمرهم زاد عددهم في حين أن النساء كلما زاد عمرهن قل عددهن معللا سبب ذلك بأنه قد يكون عائد إلى أن سن الزوجية للنساء اقل من الرجال حيث أن النساء يتزوجن قبل الرجال في المجتمع السعودي ولعله أيضاً يعود إلى انشغال النساء بأمور البيت ومتابعة الأبناء بشكل أكبر من الرجال، ووجد أستاذ علم الاجتماع المساعد الدكتور منصور بن عسكر أن نسبة الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 - 25 سنة كانت نسبتهم 16 بالمائة في حين كانت نسبة من عمرهم 25 - 35 سنة 47،9 بالمائة وفي المقابل كانت نسبة النساء اللآتي تكون أعمارهن ما بين 18 - 25 سنة نسبتهن 42،2 بالمائة في حين كانت نسبة من عمرهن 25 - 35 سنة 30،4 بالمائة ومن عمرهن 35 سنة فأكثر كانت نسبتهن 27،4 بالمائة.
(اهتمام)
وأشار إلى أنه وجد أن المتزوجين هم أكثر الفئات حضوراً لهذه الدورات وهذا مؤشر لأهمية هذه الدورات للمتزوجين حيث تدل كثافتهم على حرصهم لتكوين أسرهم على أسس سليمة حيث بلغت نسبة المتزوجين 80،1 بالمائة ثم يليهم العزاب بنسبة وقدرها 19 بالمائة ثم الأرامل والمطلقون حيث بلغت نسبتهم 4 بالمائة في كل عينة أما تقسيم العينة بناء على الجنس فنجد أن النساء المتزوجات أكثر من الذكور حيث بلغت نسبتهم 80 بالمائة في حين كانت نسبة الذكور 78،7 بالمائة.
(مستوى)
وتبين أنه كلما زاد المستوى التعليمي زاد عدد رواد هذه الدورات كما جاء ذلك واضحا في الدراسة التي أوضحت أن أقل الذكور الذي يحضرون هذا الدورات كان مستوى تعليمهم متوسطا في حين كانت نسبة من تعليمهم ثانوي 14،9 بالمائة وكانت نسبة من تعليمهم جامعيا فأكثر 58،1 بالمائة وبالمقابل نجد أن النساء من كان تعليمهم متوسطا فأقل كانت نسبتهن 11،9 بالمائة وأما من كان تعليمهن ثانويا كانت نسبتهن 37 بالمائة ومن كان تعليمهن جامعيا فأكثر نجد نسبتهن 51،1 بالمائة.
(سنوات)
واتضح أيضا أن رواد الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية يزدادون كلما زاد العمر الزواجي لهم حيث ان أغلب أفراد العينة مضى على زواجهم ست سنوات فأكثر وهذا دليل على أنهم حريصون على أن يستمروا في الحياة الزوجية ويتفهموا الأساليب المثلى في التعامل بينهم وفق آخر المستجدات والخبرات الحديثة في التعامل بين الأزواج، حيث بلغت نسبة من حضر الدورات وفترة زواجهم ست سنوات فأكثر 50 بالمائة من العينة ونسبة الذكور في هذه العينة أكثر من النساء حيث بلغت نسبة الذكور 52،2 بالمائة والنساء بلغت 48،5 بالمائة في حين بلغت نسبة من لهم في الزواج أقل من سنة 11،9 بالمائة وأن نسبة الذكور والاناث متساوية حيث كان نسبة الذكور 11،9بالمائة.
(تكثيف)
ووضح من تحليل نتائج الدراسة أن أغلب رواد هذه الدورات تؤيد زيادة اقامة دورات تدريبية في كيفية التعامل بين الزوجين وذلك ناتج للتغيرات السريعة التي حصلت على الأسرة السعودية نتيجة عوامل اجتماعية عديدة أفرزت انشغال الأزواج عن بعضهم البعض فهذا الأمر يتطلب من المجتمع أن يساعد الأسرة في تكثيف الدورات في كيفية التعامل بين الزوجين، حيث بلغت نسبة من يؤيد ذلك 95،5 بالمائة وأن من يؤيد إلى حد ما، بلغت 4،5 بالمائة في حين لم يذكر أحد من أفراد العينة أنه لا يؤيد ذلك ويلاحظ أن نسبة الرجال أكثر من النساء في تأييدهم بقوة في هذا الجانب حيث بلغت نسبتهم 97،8 بالمائة مقابل 93،9 بالمائة للنساء.
(مشكلات)
وفيما يتعلق بإقامة دورات تختص بحل المشكلات الزوجية ذكر الدكتور منصور أن أغلب رواد هذه الدورات يؤيدون اقامة دورات لحل المشكلات الزوجية حيث بلغت نسبة من يؤيد ذلك 92،2 بالمائة وأن من يؤيد إلى حد ما بلغت 7،3 بالمائة في حين كانت نسبة من لا يؤيد ذلك 0،5 بالمائة، وهنا نلاحظ أن نسبة الرجال أكثر بقليل من النساء في تأييدهم بذلك حيث بلغت نسبتهم 93،4 بالمائة مقابل 91،4 بالمائة بالنسبة للنساء.
(أبناء)
وعلى جانب التعامل من الأبناء استعرض ابن عسكر نتيجة الدراسة حول ذلك، حيث اتضح أن غالبية رواد الدورات تؤيد زيادة اقامة دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الأبناء حيث بلغت نسبتهم 93،3 بالمائة وأن نسبة ما يؤيد إلى حد ما بلغت 6،8 بالمائة في حين لا يوجد من أفراد العينة من لا يؤيد زيادة اقامة دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الأبناء.
(إلزام)
وحول إلزام الشباب على حضور دورات قبل الزواج ألمح أستاذ علم الاجتماع المساعد أن الدول التي يقام فيها دورات للمقبلين على الزواج مثل ماليزيا وتايوان وغيرها كانت أقل الدول نسبة في الطلاق بين الزوجين وهو ما استعرضه في دراسته التي أجراها على الأشخاص الذين يحضرون هذه الدورات والتي أيد نسبة كبيرة منهم على إلزام الشاب المقبل على الزواج لحضور دورات تدريبية في العلاقات الزوجية، حيث بلغت نسبتهم 75،9 بالمائة بينما تؤيد إلى حد ما بلغت نسبتهم 21،5 بالمائة أما من لا يؤيد ذلك فقد بلغت نسبتهم 2،7 بالمائة ويلاحظ أن النساء أكثر من الرجال حيث بلغت نسبتهم 77 بالمائة مقابل 74،5 بالنسبة للرجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق