السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مرحبا بالجميع في مساحتي الحره


السبت، 6 ديسمبر 2008

أعاتب فيك عمري


أعاتب فيك عمري
بعدي وبعدك ليس في إمكاني
فأنا أموت إذا ابتعدت ثواني
وأنا رماد حائر في صمته
فإذا رجعت يعود كالبركان
وأنا زمان ضائع في حزنه
فإذا ابتسمت يرى الوجود أغاني
وأنا غمام هائم في سره
وسحابة كفت عن الدوران
وأنا نهار ضللته نجومه
صبح وليل كيف يجتمعان
وأنا أمام الناس لحن صاخب
وأمام حزني أشتكى وأعانى
وأنا أغيب عن الوجود إذا ألتقي
شوقي وشوقك في عناق حاني
وأنا أذوب إذا تلاقى دربنا
وتعانقت في نشوة شفتان
أنا لا أراك دقيقة ألهو بها
أو لحظة حيرى بلا عنوان
أنا لا أراك قصيدة من سحرها
سكر الزمان وأطربته معاني
أو موجة أغفو قليلا عندها
فإذا إنتشت هربت إلى الشطان
أو رشفة من كأس عمر هارب
يا ويح قلبي من زمان فاني
هل أستعيد لديك كل دقيقة
سرقت صبايا وأخمدت نيراني
من يرجع الطير الغريب لروضة
نسيت عبير الزهر والأغصان
عمر توارى عانقته دموعنا
عبرت عليه مواكب الأحزان
وتوسدت أشواقنا أيامه
وتلألأت من شدوه ألحاني
تبقين سرا في الحياة وفرحة
أسكنتها قلبي ودفء حناني
أبقيك في صمت الخريف سحابة
كم عطرت بأريجها وجداني
عمري وعمرك قصة منقوشة
فوق القلوب بأجمل الألوان
كم عشت قبلك ألف حلم زائف
كم كبلتني بالخداع أماني
من في الأحبة كان مثلي في الهوى
لاشيء قبلي .. واسألي أحضاني
أنا لاألوم العمر حين تبلدت
أيامه سأما على الجدران
لكن ألوم الدهر كيف تكسرت
في راحتيه أزاهر البستان
يوما حسبت بأن أخر عهدنا
بالحب لحن عابر أشجاني
والآن عدت كأن لحنى ما ابتدا
وكأننا في عمرنا طفلان
قد تسألين الآن: ما أقصى المنى؟
قلبي وقلبك حين يلتقيان
إني أعاتب فيك عمري كله
ياليت عمري كان في إمكاني
******
الشاعر فاروق جويده

ليست هناك تعليقات: